دورات دراسات اللغة
عناوين المقال
دورات دراسات اللغة
يستمد الأدب أهميته من وصفه للواقع والإضافة إليه، أي تجاوزه التحليل إلى القيمة المضافة، من خلال تقديمه نماذج متباينة من آليات التفكير، سواء على صعيد الفرد أو المجتمعات، والأدب الرفيع أو الكلاسيكي يعادل أعلى فرص للتعليم، كما يوفّر للفرد التعرّف على العالم خارج إطار ذاته، ليتنور فكره ويحظى بفرصة محاكمة الأشياء، من خلال منظوره وفهمه الغني للحياة، حيث يقدّم الأدب للقارئ المتعة العميقة التي تتمثل في إغناء حياته على الصعيدين المعنوي والروحي، بالإضافة إلى إضفاء المعنى الشامل الذي يتجاوز تفاصيل حياته اليوميّة، ويعيدنا الأدب إلى قصص التاريخ، الملاحم، الكتب المقدسة والأعمال الكلاسيكية القديمة والحديثة، من خلال الشكل الأدبي الذي يتضمن اللغة وثقافة مرحلة الحدث.
تعريف اللغة
بعض علماء اللغة يرى أن اللغات أنظمة من الرموز، صِيغت لغرض الإعلام، والهدف هو البحث في إمكانية وجود خاصية بسيطة، أو مجموعة من الخصائص التي تفرق اللغات الطبيعية عن الأنظمة الإشارية الأخرى (اللغات الصناعية)، ومن هذه الخصائص، العشوائية، المرونة، قابلية التعديل، الحرية من تحكُّم المثير، الاعتماد على البنية،…
النظام اللغوي هو ظاهرة اجتماعية أو كيان مجرد تماماً، أي أنه ليس له وجود محسوس، ولكنه يتمثّل أحياناً في السلوك اللغوي لأفراد الجماعات اللغوية، ويمكن أن يطابق هذا، ما يُسمى بالمعرفة اللغوية إلى حد ما، وبعض علماء اللغة يؤكدون على الصفة الاجتماعية أو الكيانية للأنظمة اللغوية، ويرون أن اللسانيات أقرب ما تكون إلى علم الاجتماع وعلم النفس الاجتماعي منها إلى علم النفس الإدراكي، وقد أخذ كثير من اللسانيين بهذا التوجُّه، وهناك من اللسانيين من يرى أن الأنظمة اللغوية، يمكن أن تُدرس بشكل مستقل عن علاقاتها النفسية والاجتماعية.
مفهوم دراسات اللغة
المقصود بالدراسات اللغوية أو بالتفكير اللغوي هو النظر في أي جانب من جوانب اللغة وبأي صورة من الصور، وهذه النظرة عامة، إذ توسّع من مدلول الدراسات اللغوية ليشمل كل صورة من صور التفكير فيها، وبعض العلماء يقصر التفكير اللغوي على عدة جوانب بعينها على رأسها الجانب الصوتي، ثم الجانب الصرفي، ثم الجانب النَّحوي، ثم الجانب الدلالي، ثم يتبع هذه الجوانب بالنظر في موضوعات لغوية أخر متعلقة باللغة، كالحديث عن نشأتها ونموها وتطورها.
ونرى بعضاً من العلماء يُخرج من الدراسات اللغوية ما يتصل بالجوانب الأدبية أو الجمالية للغة، ونرى آخرين يخرجون من الدراسات اللغوية وجهات النظر اللغوية المتصلة بالجوانب النفسية، والاجتماعية، والعقلية، وبخاصة عندما يكون هدف هذه الجوانب خدمة ظاهرة أخرى غير اللغة.
إن في كل لغة طبيعية عدداً متناهياً من الأصوات، وعدداً متناهياً من الحروف في أبجدياتها، هذا على افتراض أن لها نظاماً أبجدياً للكتابة، من الممكن أن يُنظر إلى أية جملة في اللغة، على أنها سلسلة متناهية من هذه الأصوات أو الحروف، وذلك على الرغم من احتمال وجود عدد غير متناه من الجمل المتمايزة في اللغة.
تبقى مهمة عالم اللسانيات، حين يصف لغة طبيعية معينة، أن يتبيَّن ما يمكن أن يكون جملاً، ممّا لا يمكن أن يكون، في هذه السلسلة المتناهية من العناصر، كما أن مهمة عالم اللسانيات أن يكتشف إذا استطاع، ما قد يوجد من الخصائص التركيبية التي تختلف بها اللغات الطبيعية عن غيرها مما يُسمى باللغات غير الطبيعية.
دورات دراسات اللغة
تُستخدم اللغة العربية كلغة رسمية في أكثر من 20 بلداً في أنحاء العالم، فاللغة العربية لغة واسعة الانتشار، والكثير من الأشخاص في جميع أنحاء العالم يسعون لتعلّم اللغة العربية غير مبالين لصعوبة تعلمها، ولكن لأنهم يدركون أهمية هذه اللغة.
اللغة العربية هي بالفعل تراث العرب، وهي لغة غنية ومليئة بالثقافة، فقد سعى الكثير من العلماء العرب في الماضي إلى البحث والمعرفة، وتوصلوا إلى الكثير من الأعمال في مختلف مجالات العلم بهذه اللغة، وأصبحت أبحاثهم باللغة العربية مرجع ترجع إليه كل اللغات وتسعى لترجمتها للتزود منها ولدراسة الثقافة العربية، علاوة على ذلك، فمن يرغب في دراسة وتعلم الثقافة العربية، فإنه في حاجة ماسة إلى معرفة اللغة العربية، وبحاجة للتعمّق فيها حتى يصل إلى مستوى يسمح له باستيعاب تلك الثقافة العميقة، ولا ننسى أهمية النحو في هذه اللغة، فالنحو هو ما يجعلنا نجيد التحدث بهذه اللغة، والنحو جزء لا يتجزأ من تعلّم اللغة العربية، وله الكثير من التفاصيل الغنية.
تتميز اللغة العربيّة عن غيرها من اللغات بمجموعة من الخصائص، من أهمها:
الخصائص الصوتيّة:
تتمثل بتوزيع مخارج الحروف من الشفتين وحتى أقصى الحلق، حيث تتعدد هذه المخارج وتتنوع، مع مراعاة التنسيق والتوازن بين أصوات الحروف في الكلمة الواحدة.
الاشتقاق:
اللغة العربيّة تمكننا من اشتقاق كلمات ذات قدر من المعنى في أصل واحد، ممّا يحفظ الجهد ويوفر الوقت على المتعلم.
خصائص الكلمة العربية:
تمتلك الكلمة في اللغة العربيّة خصائص عدّة، تختلف عن خصائص غيرها من الكلمات في بقيّة اللغات، مثل الشكل والبناء والصيغة والوزن.
التعريب:
ترتبط كلمات اللغة العربيّة مع بعضها البعض من حيث الحروف والأصوات والتراكيب والهيئة والبنية، حتى إنَّ الكلمة الأجنبيّة إذا دخلت إلى اللغة العربيّة فإنّها يجب أن تتبع أوزان اللغة العربيّة.
خاصيّة معاني الألفاظ العربيّة:
هناك طرقاً متبعة عند العرب في تحديد الألفاظ والمسميات تعتمد على استخدام صفة الشيء في تسميته والاحتفاظ بالمعنى الأصلي الذي يدل على المسمَّى والإشارة إلى صفة المسمَّى ووظيفته التي يؤديها.
الإيجاز:
من أشهر أقوال العرب في الإيجاز "الإيجاز بلاغة"، وقالوا أيضاً "خير الكلام ما قلَّ ودلَّ".
بعض أنواع دورات دراسات اللغة
اللغة العربية الفصحى الحديثة، عبارة عن نسخة محدثّة ومبسّطة من العربي الكلاسيكي، وتُستخدم في البيانات الكتابية والشفوية في التجارة والسياسة ووسائل الإعلام والسياحة، أمّا العربي المعروف أو العاميّ، فهو عبارة عن لغة غير رسمية نستخدمها يومياً، وتختلف من دولة لأخرى ومن إقليم لآخر، ويمثل كل من أسلوب التواصل وعلم الصوتيات الأدوات الأساسية في دراسة اللغة.
تختلف الأسباب التي تدفع إلى تعلّم اللغة، فهناك أسباب تتعلق بالدراسة، أو الاهتمام بمعرفة الأدوات اللازمة في التواصل الفني والمهني، فضلاً عن المجال الثقافي والتجاري والاقتصادي.
يتم تنظيم دورات تعليم اللغة العربية الفصحى الحديثة فردياً أو لمجموعات محدودة العدد، وتتألف من مستويين:
للمبتدئين (المستوى الأول)
موجهة لمن لديهم معرفة بسيطة باللغة العربية، أو هؤلاء الذين لديهم معرفة ببعض المعلومات المبدئية ولكن ليس لديهم القدرة على تمييز الحروف العربية ولا نطق الأصوات بطريقة صحيحة، وبعد الاستيعاب المبدئي لأسس الكتابة والصوتيات يتم الشروع في تعلم القواعد الأساسية لمبادئ النحو وذلك بمساعدة نصوص مستخدمة في معاهد متخصصة لتدريس للأجانب لمواد سمعية مثل الأسماء والأرقام والنوع واستخدام أداة التعريف الوحيدة والجملة الاسمية والفعل وغيرها.
بعد المبتدئ (المستوى الثاني)
موجهة لمن لديهم معرفة أساسية باللغة العربية، بمعنى أنه يمكنهم تمييز الحروف الهجائية دون صعوبة ولديهم معرفة جيدة بمبادئ النحو، وهذه حالة من تخطى اختبار جامعي للغة العربية ومن التحق بدورة المستوى الأول، وفي هذا المستوى يتم توجيه اهتمام خاص بالمحادثة كما يتم المتابعة في التعمّق في القواعد النحوية مع تناول الإعراب المعقّد.
دورة تعليم اللغة العربية لأغراض فنية أو تجارية:
بنفس مواصفات دورة اللغة العربية الفصحى الحديثة ولكن مع شرح تطبيقي أكثر، موجه للمحادثة والتعمّق بالمفردات الاقتصادية والتجارية، وهذه الدورة موجهة للأفراد أو الشركات الذين يلزمهم فهم أسس اللغة لأسباب تتعلّق بالعمل والوساطة مع شركاء عمل بالعالم العربي.
دورات تعليم لغة عربية فردية:
توجه الدورات الفردية لمن يرغب في اتباع مسار شخصي تماماً في دراسة القواعد اللغوية (النحو) وفي التدريب على المحادثة، ولمن يهتم بالتوسّع في دراسة مظاهر معينة من الثقافة والعالم العربي.
خاتمة
من خلال هذه المقالة يمكن الخروج ببعض التوصيات الهامة فيما يخص دراسات اللغة وأهمها، ضرورة تزويد المعلّم بمهارات التدريس الإبداعي ومعايير التدريس الحقيقي، وذلك من خلال مقررات مبادئ التدريس وطرائق التدريس والوسائل التعليمية، وضرورة تنويع أساليب ووسائل التقويم التي يستخدمها معلمو اللغة، ويجب تدريب المعلمين على استخدام أساليب واستراتيجيات تنمية مهارات التدريس الإبداعي ليتمكنوا من تطوير أساليبهم التدريسية، وضرورة عقد دورات تدريبية لتعريف معلمي اللغة بأهمية الطرائق الحديثة وضرورتها أثناء التدريس، ولا بد من توجيه القائمين على العملية التعليمية بضرورة توفير مناخ تعليمي يتسم بالمرونة لمساعدة معلمي اللغة على التجديد والإبداع، وتهيئة بيئة تساعد على تنمية التعلّم الحقيقي.
التعليقات