
مما لا جدال عليه أهمية علم النفس في حياتنا، بل إنه من أهم العلوم التي يمكن للفرد أن يستفيد منها على كل المستويات، ومع تطور الحياة الحديثة، أصبح علم النفس أحد الدواخل الأساسية في كل المجالات، وأحد الأركان التي يرتكن عليها الكثير من العلوم النفسية الصحية، وأصبح له العديد من الفروع الجديدة المتطورة، وهذا متوقع بالتأكيد في ظل التطور السريع الذي نحياه اليوم.
ومن أهم الفروع الحديثة في علم النفس اليوم، هو ما يطلق عليه علم النفس الإيجابي، حيث يطبق الآن بتوسع في العديد من الأماكن، ويستفيد منه الكثير من الأشخاص في شتى المجالات ومن مختلف الفئات، لذا سيكون من الرائع القيام بجولة حول مفهوم علم النفس الإيجابي، من خلال إلقاء الضوء على بعض جوانبه الأساسية.
يشتق إثم علم النفس الإيجابي من الإيجابية، أي هو علم النفس الذي يهتم بترسيخ السلوك الإيجابي داخل الإنسان، حيث أن لكل إنسان جزء إيجابي في شخصيته أو تفكيره أو سلوكه، ومن ثم يعمل علم النفس الإيجابي من خلال دراسة متعمقة للنفس البشرية، بتعظيم كل الأجزاء الإيجابية للأشخاص، ومن ثم تعزيز قدرتهم على التقدم في حياتهم، والنجاح في مختلف تحدياتهم في الحياة، ومن هنا جاءت أهمية وأسباب انتشار هذا النوع من علم النفس بين الناس، وخاصة أنه يتعامل مع الأشخاص الأصحاء أكثر من المرضي.
وأكثر ما يركز عليه علم النفس الإيجابي، هو أن يجعل الشخص قوي، وبالنتيجة أن يصبح المجتمع كله قوي، ووقتها يستطيع الشخص أن يكون فعالا أكثر، وأكثر قدرة على العمل والعطاء والنجاح، ويصبح المجتمع كله في سعادة وقوة، وتلك أحد أهم الجوانب الهامة التي يسعى لتحقيقها علم النفس الإيجابي.
من أهم الطرق المتبعة في علم النفس الإيجابي ، هي الخطط أو الاستراتيجيات القائمة على عدة رؤى ، تنفذ كلها إلى وضع الفرد على الطريق الصحيح ، عن طريق تغيير مسارات تفكيره ، و تغيير محتوى نفسه للأفضل ، و محاولة إبطال الأفكار السلبية أو الهدامة ، و تعزيز الأفكار الإيجابية و إيضاحها ، حتى يمكن للفرد من خلال تغيير أفكاره ، أن يبدأ في تغيير سلوكه للأفضل ، فدائما ما ينبع التغيير من الأفكار الداخلية ، و التي تكون هي دائما المحرك الأساسي لأفعال الفرد ، و عند تغييرها للأفضل ، حتما سيتغير سلوك الفرد للأفضل بالتدريج ، و تلك هي المنظومة الأساسية التي يسير على نهجها علم النفس الإيجابي .
كانت بداية علم النفس الإيجابي على يد أحد العلماء الأمريكان، والذي يدعى مارتن سيلجمان، حيث كان يرأس جمعية علماء النفس في أمريكا، وكانت أولى دعواه في دراسة علم النفس الإيجابي في ذلك الوقت، ناشئة من رغبته في جعل علم النفس يدرس نقاط القوة للأشخاص الأصحاء، وأن يكون له دورا بارزا في المجتمع، حيث قام بابتكار أربعة أنواع لعلم النفس الإيجابي، وهم علم النفس الإيجابي للمؤسسات الإيجابية، والعلاقات الإيجابية، والتجارب الإيجابية، وعلم النفس الإيجابي للصفات الإنسانية الدائمة.
التعليقات