كورسات اقتصاد وعلوم سياسية
عناوين المقال
كورسات اقتصاد وعلوم سياسة عبارة عن عددٍ من المُحاضرات التي تُقدِّمها نُخبة مُتَخَصِّصة من المُحاضرين الأكاديميين، وذلك خلال فترة زمنية مُحَدَّدة؛ بهدف اكتساب المُتَدَرِّبين والمُتَدَرِّبات خبرات مهمة في علمي الاقتصاد والسياسة، ويدرس علم الاقتصاد سلوك وتوجُّهات الأفراد فيما يتعلَّق بعناصر عديدة، ومنها على السبيل المثال لا الحصر كل من: الاستهلاك، والادخار، والاستثمار، والإنتاج، أما السياسة فهي عبارة عن مجموعة من الإجراءات والقوانين التي تضعها الحكومات أو الفئات المسؤولة؛ بهدف التأثير على الجمهور، وكل من الاقتصاد والسياسة على صلة وطيدة بعضهما البعض، وتختلف وجهات النظر في كون أحدهما مُؤثِّرًا بصورة أكبر على الآخر، إلا أن الجميع يُجمع على العلاقة الوثيقة، لذا فإن كثيرًا من الجهات التدريبية تُقَدِّم كورسات اقتصاد وعلوم سياسية في نفس المكان، بالإضافة إلى وجود بعض الكليات التي تجمع في اسمها بين الاثنين، وتُعرف باسم "كليات الاقتصاد والعلوم السياسية".
كورسات اقتصاد وعلوم سياسية:
سنُوَضِّح أهم ما تتناوله كورسات اقتصاد وعلوم سياسية، وسنُفَصِّل فقرة خاصة لكل عُنصر فيما يلي:
كــــــــورسات اقتصاد:
وتشمل كورسات اقتصاد مجموعة كبيرة من النظريات والمعلومات المُوسَّعة، وسنُبرز أهمَّها فيما يلي:
نظريات الاقتصاد:
-
النظريات التقليدية: تتناول كورسات اقتصاد عديدًا من نظريات الاقتصاد التقليدية بالتفصيل، حيث بدأ وضع قَواعد مُحكمة لعلم الاقتصاد منذ القرن الـ17، وفي مقدمة ذلك نظرية "آدم سميث"، التي دعت إلى تعزيز الكيانات الرأسمالية، ومن بين ما نادي به التَّخصُّص وتقسيم العمل، وتلا ذلك نظرية "جون ستيورات ميل"، التي قسَّمت عناصر الإنتاج إلى كل من رأس المال، والأرض، والعمل، والإدارة، ثم النظرية الكلاسيكية، التي اعتمدت على أهمية وجود محفزات للاستثمار، ومن بين النظريات الأخرى كل من: نظرية الدفعة القوية، والنظرية الكينزية، ونظرية الاختيار العقلاني، ونظرية نيسلون، ونظرية غير المُتوازن، ونظرية روستو، ونظرية النمو المُتوازن، ونظرية لبنشتين.
-
النظريات الحديثة: تُفَصِّل كورسات اقتصاد وعلوم سياسية مجموعة من النظريات الاقتصادية الحديثة، التي ظهرت اعتبارًا من تسعينيات القرن الماضي، وحتى الآن، وحصل أصحابها على جوائز نوبل، وهي تُساير المُتَغيِّرات التي طرأت، ومن بين هذه النظريات: نظرية المعلومات غير المُتماثلة لأصحابها "جوزيف ستيجلنر" و"مايكل سبنس" و"جورج أكرولوف"، وذلك في عام 2001م، ونظرية الاقتصاد السلوكي لصاحبها "دانيال كانمان"، وذلك في عام 2002م، ونظرية الألعاب لأصحابها "جون هارساني" و"رينارد سيلتين" و"جون فوربوس"، وذلك في عام 1994م، ونظرية الحوكمة الاقتصادية وإدارة المشروعات لصاحبها "إلينورد أستورم"، وذلك في عام 2009م.
الاقتصاد القومي: يتم طرح مجموعة كبيرة من القواعد المُتَعَلِّقة بالاقتصاد القومي عبر كورسات اقتصاد وعلوم سياسية، والاقتصاد القومي في مُجُمله ينصَبُّ على سلوك المُستخدمين والمؤسسات، سواء أكانت العامة أو الخاصة فيما يخصُّ الأمور المالية، وما يتم اتخاذه من إجراءات وسياسات حمائية، ويُشرعها المسؤولون لتعزيز الاقتصاد، وحماية المنتجات المحلية، وَمِنْ ثَمَّ توفير عوامل الراحة للجماعة التي تعيش في كنف الدولة.
الاقتصاد الدولي: يتضمَّن الاقتصاد الدولي معارفَ تتعلَّق بتفسير العلاقات التجارية الدولية، والأسعار العالمية، والتفاعلات الاستثمارية بين الدول بمُختلف أنماطها، ويشمل ثلاثة عناصر محورية، وهي: التمويل الدولي، والنظرية النقدية الدولية، والنظرية العامة للتجارة الدولي، ويُوجِّه المُحاضرون شروحاتهم بتوسُّع حول هذه العناصر من خلال كورسات اقتصاد.
الاقتصاد الكُلي والاقتصاد الجُزئي: يُمكن تطبيق مفاهيم الاقتصاد الكُلي على الأمور العامة للدول مثل: المُعدَّلات المُرتبطة بالنمو والبطالة والناتج القومي، وهي أمور تُدار من جانب المنظومة الحكومية، أما الاقتصاد الجُزئي فهو يختصُّ بالعناصر الاقتصادية على مستوى الأفراد والشركات ويهتم بتحديد الأسعار والعرض والطلب والضرائب.
كورسات علوم سياسية:
وتتضمَّن كورسات علوم سياسية معارفَ مُتباينة، وفي موضوعات عديدة وطيدة الصلة بالسياسة، وسنُوَضِّح بعضًا منها فيما يلي:
نظرية السياسة العامة:
يُوَفِّر المُدَرِّبون مادة تمهيدية كأساسيات فيما يخص كورسات علوم سياسية، وسنُبيِّن نبذة عن ذلك فيما يلي:
-
السياسة مصدر من الفعل "ساس"، والمعنى اللغوي له دبَّر الأمر وعالجه، وحينما نقول إن الأمور عُولجت بشكل سياسي، فإن المعنيَّ بذلك أنه تم حلها بأسلوب إيجابي سليم، غير أن الدَّارج بين العوام هو استخدام هذه الكلمة كي تعكس الدَّهاء والخداع في بعض الأحيان، وذلك الأمر بعيد كل البُعد عن المعنى اللغوي.
-
تعُرف السياسة كعلم على أنها: "دراسة سلوكيات وتوجُّهات أعضاء الحكومات والمسؤولين"، كما عُرِّفت من جانب بعض الخُبراء على أنها: "العلم المُتَعَلِّق بطريقة حُكم البلدان"، ومن خلال تعريف آخر هي: "علم تطبيق القوانين بأسلوب جبري؛ في سبيل المُحافظة على الأمن والقيم المُجتمعية".
العلاقات الدولية: من أبرز ما يتم تدريسه في كورسات علوم سياسية ما يخُصُّ العلاقات بين الدول، وتلك العلاقة لها نموذجان أساسيان؛ وهما: نموذج تعاوني، ويتمثَّل ذلك في التعاون الاقتصادي والصناعي والعسكري والثقافي... إلخ، وبما يُحَقِّق مصالح الأطراف، ونموذج صراعي، وهو النموذج الغالب على العلاقات بين الدول، والهدف من ذلك هو التفوق والتَّفرُّد.
علم التنمية السياسية (الاقتصاد السياسي): إن إدارة التنمية السياسية في بُعدها الاقتصادي تتطلَّب آليات سياسية صحيحة، وخاصة في الدول النامية، والهدف من ذلك هو بلوغ مرحلة متقدمة من الرَّفاهية المُجتمعية، ولن يتسنَّى ذلك دون أيديولوجيا واستراتيجيات بعيدة كل البُعد عن النظم البيروقراطية، وكذلك العمل على تغيير اللوائح والنصوص القديمة، التي تحدُّ من تطوُّر الاقتصاد، بالإضافة إلى الاهتمام بالتنمية البشرية، والذي أُهمل في الفترات الماضية؛ نظرًا لأن الاقتصاد الحر كان ينصبُّ على الاهتمام بمصالح رجال المال، وما سبق يتم توضيحه بشكل مُستفيض من خلال كورسات اقتصاد وعلوم سياسية.
علم السياسة المُقارن: ويُطلق عليه أيضًا "تحليل سياسات الأُمم"، ويتناول علم السياسة المُقارن طبيعة التوجُّهات المُرتبطة بالحكومات المُختلفة في بلدان العالم، ومن بين أبرز المبادئ التي يعتمد عليها ذلك العلم هي: عدم تشويه الحالات التي يتم مُقارنتها بشكل مُتعمَّد، وعدم المُقارنة بين الأمور المُتماثلة، والهدف من هذا العلم هو التنبُّؤ المُستقبلي بالأحداث والأفعال السياسية، وتقييم التَّوجُّهات التاريخية، وتحديد أفضل النماذج المُتَّبعة في الحُكم، وهو علم مُتَّسع الأركان، ولا يُمكن اختزاله في سطور، ويُمكن التماس المعلومات المُتكاملة فيما يخُصُّ ذلك عبر كورسات علوم سياسية.
علم السياسة الاجتماعية: وذلك الجانب من السياسة مُوَجَّه نحو الرُّقيِّ بمُستوى معيشة الأفراد، والاهتمام بالخدمات الاجتماعية؛ من خلال استصدار قرارات سيادية، ومن بين ذلك الخدمات التعليمية والصحية والإنشائية والتوظيف، ومُواجهة الفساد المالي والإداري، وتوفير السلع والخدمات بأسعار مُناسبة، وذلك محل اهتمام من جانب القابعين على رؤوس الحكومات في تلك الفترة.
علم الفلسفة السياسية: علم الفلسفة السياسية من بين فروع علوم السياسة المُتعدِّدة، وله جذور تمتدُّ إلى عصور ماضية، ومن بين من عمدوا إلى استخدام ذلك النوع من السياسة الفيلسوف الشهير "أرسطو"، وذلك في سبيل الوصول إلى حلول لما يُعانيه المُجتمع من الجانب السياسي بشكل منهجي، ومن خلال اقتراح بدائل مُتَنوِّعة، واختيار أنسبها، ويُطرح ذلك في كورسات اقتصاد وعلوم سياسية بتوسُّع.
الحريات العامة وحقوق الإنسان: تُعَدُّ الحريات وحقوق الإنسان من بين الأمور محل الاهتمام من جانب السَّاسة على المُستوى الدولي، وشُرِّع كثير من القوانين الدولية من جانب منظمة الأمم المتحدة، وأي انتهاك لتلك القوانين يُقابلها عقوبات تختلف في شدَّتها، وتتناول كورسات اقتصاد وعلوم سياسية جميع هذه الأمور بالتفصيل.
التعليقات